نصرالله و”تجاوزات” باسيل.. “حزب الله” سيسحب مقاتليه من سوريا ليقترعوا؟

كتب إبراهيم ناصر الدين في صحيفة “الديار” تحت عنوان “ما سر “سكوت” نصرالله عن “تجاوزات” باسيل؟”: “دخول السباق الانتخابي امتاره الاخيرة مع اقتراب موعد الاقتراع في السادس من ايار المقبل، رفع من وتيرة “التوتر” لدى شريكي التفاهم السياسي الذي انتج “صفقة” الانتخابات الرئاسية، تيار المستقبل، والتيار الوطني الحر، اللذان يستخدمان “الاسلحة المحرمة” في مقاربة الاستحقاق التشريعي، في محاولة لشد العصب الشعبي وتقليل الخسائر المفترضة في المجلس النيابي المقبل… ويواصل وزير الخارجية جبران باسيل التصويب على حركة امل ورئيس مجلس النواب نبيه بري… هذا الخط التـصاعدي في المواقف طرح على بساط البحث في الساعات القليلة الماضية بين قيادات وازنة في “الثنائي الشيعي” لتقويم الموقف والبحث في كيفية «تقطيع» الوقت المتبقي حتى يوم الاقتراع بهدوء، ودون حصول ما يعكرالاستحقاق الانتخابي، خصوصا مع وصول “رسائل” شديدة اللــهجة من دمشق تعبر عن وجود استياء سوري من كيفية مقاربة وزير الخارجية للملف الانتخابي، وكذلك تعامله “البارد” مع الملف السوري، لكن الاهم في ما دار في ذلك اللقاء هو تقديم حزب الله للمرة الاولى اجابة واضحة حيال اسباب “سكوته” على “تجاوزات” رئيس التيار الوطني الحر…

تصعيد غير مقبول من باسيل

ووفقا لاوساط مطلعة على ما دار في اللقاء،لا يخفي حزب الله وجود “استياء” لدى قياداته ولدى شارعه من ادارة وزير الخارجية للملف الانتخابي، خصوصا قراره عدم التحالف في دائرة كسروان -جبيل، وينسحب ذلك ايضا  على مواقفه “الاستفزازية” وآخرها خلال زيارته الى مرجعيون، ولا يرى الحزب ما يبررها خصوصا انها تترك ندوبا عميقة لدى الاوساط الشعبية قد يصعب تجاوزها لاحقا. ولا يعتقد حزب الله ان زيادة مقعد من هنا وخسارة آخر من هناك يبرر هذا التصعيد الخطير في المواقف التي قد تترك ايضا تاثيراتها السلبية على العملية الانتخابية، حيث يتشارك “الثنائي الشيعي” مع “التيار” في لوائح  موحدة في “بعبدا” و”بيروت الثانية”، وهذا قد يؤدي الى انخفاض حماسة الناخبين ما سيؤثر في نسب الاقتراع وعلى النتائج…هذه الهواجس وغيرها سمعها باسيل من اكثر من مسؤول في الحزب لكنه كان يكرر على مسامعهم جملة واحدة مفادها “لقد اتفقت مع السيد نصرالله على كل شيء” فلا داعي للقلق”… فما هو سر هذا الاتفاق؟

ما سر الاتفاق بين باسيل ونصرالله؟

اوساط حزب الله تحدثت صراحة عن ما دار في اللقاء بين السيد حسن نصرالله وباسيل قبل نحو شهر، بعد تراكم “ملاحظات” الحزب الانتخابية والسياسية على مواقف رئيس “التيار”، وبعد نقاش مستفيض حيال مجريات التحضير للانتخابات وما رافها من افتراق “ودي” في غالبية الدوائر، خصوصا المقعد الشيعي في جبيل، وفي خضم الحديث عن بعض المواقف الملتبسة في اكثر من ملف، توجه باسيل الى السيد بالقول، ما اقوم به الان وما اصرح به يرتبط حصرا بالمعركة الانتخابية التي قلت انت صراحة ان حلفاء الحزب لديهم الحرية المطلقة في نسج تحالفاتهم، وما افعله في هذا السياق لا يتجاوز “المصلحة” الانتخابية لتيارنا السياسي، اتركوني ادير معركتي الانتخابية، وما بعد الانتخابات كلام آخر، ساعود حينها الى “تفاهماتنا” السياسية المشتركة، والى روح ونص تفاهم مارمخايل، هذا وعد، فما قبل الانتخابات شيء وما بعدها شيء آخر”… انتهى كلام باسيل، الذي عاد واكد عليه رئيس الجمهورية ميشال عون في اتصال بينه وبين السيد نصرالله،حيث تم الاتفاق على ان ما بعد السادس من ايار يوم آخر.

لا سحب للمقاتلين من سوريا…

وفي سياق الحديث عن سير العملية الانتخابية، سخرت اوساط مقربة من حزب الله من الحديث عن سحب مقاتليه من سوريا للاقتراع في السادس من ايار المقبل، ولفتت الى ان الترويج لمثل هذه الافتراضات هدفه الايحاء بان الحزب يشعر “بالهلع” ويخشى نتائج الانتخابات، مع العلم بان آخر دراسة داخلية تم اجراؤها في مختلف الدوائر اظهرت ان “الثنائي الشيعي” مرتاح للنتائج ولا خوف ابدا على مرشحيه خوصوصا مرشحي الحزب”..ضص. فالقلق الذي ظهر في بداية التحضير للعملية الانتخابية في دائرتي بعلبك- الهرمل، وكسروان- جبيل،  تبدد مع تقدم الوقت، بعد ان تحولت المعركة الى عناوين سياسية كبرى، وبحسب الارقام، فان الحاصل الانتخابي بات مؤمنا للشيخ حسين زعيتر، والعمل جار على «حاصل انتخابي» ثان، وفي البقاع زال الخطر عن المقعدين السني والكاثوليكي، ويبقى «شوية» «شغل» لتأمين المقعد الماروني…
وفي هذا السياق، تشير تلك الاوساط الى ان من يروج لهذه المعلومات، يتعامل «بصبيانية» مع هذا الملف، فهو لا يدرك ان معظم مقاتلي «النخبة» الموجودين في  سوريا دون سن الانتخاب، وتتراوح اعمارهم بين 18 وال20 عاما، كما فاته ان الحزب سبق واجرى عملية اعادة انتشار لقواته في سوريا، ومن بقي هناك ممن يحق لهم الانتخاب لا يملكون تاثيرا وازنا على الاستحقاق الانتخابي… اما الاهم في هذه المسألة فيتعلق بموازنة الحزب للاستحقاق الانتخابي بالقتال الجاري في سوريا، وهنا لا مجال لاجراء مقارنة بين معركة استراتيجية ستغير وجه المنطقة، ومنافسة انتخابية نتائجها محسومة او شبه محسومة..ولهذا لا صحة لكل تلك الاخبار غير المنسجمة مع الوقائع.

 حزب الله متضرر من اقتراع «المغتربين»؟

وفي سياق متصل، واذا كان حزب الله يرفض التعليق على مسألة اقتراع المغتربين، فان هذا الاستحقاق لا يصب ابدا في مصلحته الانتخابية، لكنه آثر «الصمت» لقناعته بقوة قاعدته الانتخابية في الداخل، وحرصا منه على عدم عرقلة احد البنود الاصلاحية في القانون… لكن الحزب يعاني من انعدام تكافؤ الفرص، فعلى سبيل المثال لا الحصر، ليس بمقدور مسؤوليه السفر للقيام بحملات دعائية، كما يفعل رئيس الحكومة، ووزير الخارجية.. كما ان عددا كبيرا من مناصريه في الخارج لم يتسجلوا ضمن قوائم المقترعين خوفا من تعرضهم للمساءلة والملاحقة القانونية في دول خليجية وغربية، تصنف الحزب «ارهابيا»، ولذلك كان الحزب حريصا على عدم تعريض هؤلاء المغتربين لاي مخاطر قد تؤثر على اعمالهم واستقرارهم في تلك الدول، وترك لهم خيار اتخاذ ما يرونه مناسبا..  .

 لا انجرار الى «مستنقع» الاثارة المذهبية

ووفقا لتلك الاوساط، لا نية لحزب الله للانجرار الى «مستنقع» الاثارة المذهبية التي يسعى اليها تيار المستقبل الساعي الى شد «عصب» ناخبيه، والحزب يدرك حدود «اللعبة» الانتخابية، ويعرف جيدا ان «التيار الازرق» يريد استدراج «الثنائي الشيعي» الى خطاب مذهبي يعوض غياب مشروعه السياسي، وهذا لن يحصل لان المشهد ما بعد الانتخابات واضح بالنسبة الى الحزب، والمطلوب من «صقور» «المستقبل» الذين يقومون بالتحريض «التواضع» قليلا وابلغ ناخبيهم انهم سيكونون شركاء الحزب في الحكومة المقبلة، وعليهم ايضا الاستعداد للتعامل مع طبعة «منقحة» من حزب الله الذي لن يكون زاهدا حكوميا…
وكان وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق قد تابع تصعيد مواقفه وقال امام عائلات بيروتية  «نواجه ثماني لوائح في بيروت ضد لائحة تيار المستقبل، وهذه مسألة يجب التوقف عندها، واللائحة الأقوى بينها هي تجمع جدي بين أحزاب لها تنظيمات أمنية وعسكرية ودينية ولها مشروع استراتيجي في المنطقة، فيما لوائح أخرى بعضها مدفوعة لتشتيت أصوات البيارتة… ودعا انصاره كي يرفعوا نسبة تصويتهم إلى 60 % كي لا تخسر المدينة هويتها وقرار أهلها وكرامتها، موضحا أن «المشروع الاستراتيجي يهدف إلى السيطرة على لبنان وبيروت وقرارهما، وهذه المرة في صندوق الإنتخاب وليس بالسلاح..
في هذا الوقت كان رئيس الحكومة سعد الحريري في اقليم الخروب، يحاول شد «عصب» ناخبي المستقبل هناك، في ظل ارتفاع منسوب «التوتر» مع الحزب التقدمي الاشتراكي الذي قاطع الزيارة، فيما حاول الحريري «ترطيب» الاجواء بالقول ان «وليد بيك» بمون..؟؟

 سجال جديد بين باسيل وخليل…

وكان مجلس الوزراء قد عقد جلسة في السراي الحكومي، وأقر دوام العمل الجديد في القطاع العام الذي أصبح من السابعة والنصف صباحا الى الثالثة والربع بعد الظهر، من الاثنين الى الخميس، ويوم الجمعة من الثامنة صباحا الى الحادية عشرة صباحا… وفيما سارت اعمال الجلسة بهدوء ، لم تخلو تصريحات الوزارء من «السجالات» الانتخابية، حيث رد وزير المال علي حسن خليل على سؤال يتعلق بالمؤتمر الصحافي لوزيري الخارجية والداخلية حول اقتراع المغتربين بالقول انه لم يسمع به»، فرد باسيل قائلا بان وزير المال لديه مشكلة في «السمع»…

 الملف التربوي

في هذا الوقت، اعلن وزير التربية مروان حماده بعد الجلسة انه طرح حلا لمعضلة التعليم الخاص باعتماد جدولة الدفع لاساتذة التعليم في المدارس الخاصة على ثلاث سنوات، بمعدل درجتين كل سنة، مما يخفف الزيادات على الاقساط، واقترح ايضا انه في السنة الرابعة تدفع الفروقات التي تنتج من هذا الامر… وفي وقت لاحق رفضت نقابة المعلمين في المدارس الخاصة ما صدرعن وزير التربية وأوضحت في بيان أن «المجلس التنفيذي كلّف نقيب المعلّمين، إبلاغ الوزير بموقفه الرافض لهذا المشروع لانه مدخل لفصل التشريع، ولمّا تعذّر الإتصال به، قبل الظهر، تمّ إبلاغ مدير عام التربية الأستاذ فادي يرق، واستنكر المجلس التنفيذي «ما أقدم عليه معالي وزير التربية، بإيحائه أنّ نقابة المعلّمين قد وافقت على هذا المشروع، وقالت انه للمرّة الأولى، التي يكون فيها وزير التربية إلى جانب إتّحاد المؤسّسات التربويّة، ضدّ مطالب المعلمين».

 إبراهيم ناصر الدين – الديار



from تحقيقات – ملفات – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2F2qKZa
via IFTTT

0 comments:

إعلانات جوجل

إعلانات جوجل