تنشغل الاوساط اللبنانية والاقليمية والدولية المعنية بالشأن اللبناني بسؤال أساسي يرتبط بمستقبل العلاقة بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” بعد تاريخ السادس من أيار المقبل، خاصة أن الالتباسات في العلاقة بين الطرفين تراكمت وباتت جلية جداً على المستوى السياسي، وفي أحيان كثيرة يبدو الانسجام بين رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل أقوى وأمتن من الانسجام بين صاحب المعالي العوني وقيادة حزب الله.
لقد جاءت الانتخابات النيابية وتحضيراتها وتفاهماتها القائمة على المصالح لتظهر إلى حد كبير عدم ترجمة التحالف بين البرتقالي والاصفر انتخابيا، وباستثناء بيروت الثانية وبعبدا، يبدو الطرفان وكأنهما في مواجهة بعضهما البعض من دون ان ننسى سيل التصريحات الملتبسة التي أطلقها وزير الخارجية متعمدا، عن نقاط الاختلاف مع حزب الله في ما يتعلق ببناء الدولة وايديولوجيا الصراع مع اسرائيل، وصولا الى اعلان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون فتح باب الحوار حول الاستراتيجية الدفاعية بعد الانتهاء من الاستحقاق الانتخابي النيابي. إن العلاقة بين حارة حريك والرابية تقوم على مرتكز واحد وهوامش عدة. المرتكز هو الغطاء الرسمي والمسيحي للمقاومة من التيار الوطني الحر ودعم حزب الله للعماد عون في طريقه الى الرئاسة وممارسة دوره كرئيس قوي. أما الهوامش فهي كثيرة لا سيما التي وردت في ورقة التفاهم حول الشؤون الداخلية كقانون الانتخاب وبناء الدولة. من هذه الزاوية يمكن القول إن العطب في العلاقة على خط الرابية – الضاحية الجنوبية أصاب الهوامش لاسيما ان تعديلات باسيل والمستقبل على القانون لجهة تقسيم الدوائر وحصر الصوت التفضيلي في القضاء جوفت النظام الانتخابي الجديد، بمعزل عن ان إقرار النسبية يعد انجازاً مهما. في حين أنه لا يزال راسخا ما يتعلق بالمرتكز أي الرئاسة والمقاومة.
والسؤال الذي يطرحه المراقبون ويطرح نفسه بالحاح، بحسب الاوساط السياسية، هل يصمد ما يشكل مرتكزا بين الفريقين كنقطة تفاهم صلبة عند مناقشة الاستراتيجية الدفاعية أم ان هذا الموضوع سيشهد مفاجآت تزلزل ما يفترض انه يشكل جوهر العلاقة بين بعبدا وحارة حريك.
طبعاً، ما تقدم يستدعي وعياً كبيرا من التيار العوني وحزب الراية الصفراء لمقاربة هذا الموضوع بمعناية شديدة تحافظ على ما رسخته ورقة مار مخايل وتتلافى في الوقت ذاته هذه الضغوطات كلها التي تتعرض لها الساحة اللبنانية، خاصة ان تيار المستقبل عبر وزير الداخلية نهاد المشنوق يبدو أنه أنجز، بحسب ما اكدت مصادر مطلعة لـ لبنان24″، تصوره الشامل حول الاستراتيجية الدفاعية الوطنية وهو يحضر نفسه جيدا لمرحلة البدء بمناقشة هذا الملف، علما أن المصادر نفسها تشير الى ان تصور المشنوق يمكن وضعه في خانة المعتدل والقابل للنقاش، بيد ان مصادر حزب الله تقول علينا الانتظار، فما يحكى عن ورقة التيار الازرق لا يزال في إطار التسريبات البعيدة عن المعلومات الدقيقة. مع العلم ان تيار المستقبل اعتبر في مرحلة سابقة ان طرح الرئيس عون الاستراتيجية الدفاعية للبحث بعد الانتخابات النيابية، خطوة في اتجاه تدعيم الدولة ومؤسساتها وحل مسألة السلاح في اطار التوافق الوطني الحافظ للسيادة والاستقرار في آن واحد. بيد أن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد اكد في تصريح في اذار الماضي “ان المقاومة التي تمثل ركنا اساسيا في معادلة القوة والدفاع عن هذا الوطن، وقدمت العديد والعتاد والتخطيط والارادة، والتي يحتضنها شعبنا الوطني والمعطاء، لا تحتاج الى نصوص وتبقى الحاجة لها طالما هناك عدو اسرائيلي وتهديدات ارهابية لوجودنا وهويتنا”.
from تحقيقات – ملفات – شبكة وكالة نيوز https://ift.tt/2Hs2xBM
via IFTTT
0 comments: